الأحد، 11 نوفمبر 2012

الثقافة في دولة الإمارات

يعد تاريخ الثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الثقافة العربية – الإسلامية التي تضرب بجذورها عميقا في أغوار التاريخ، وتحمل المكتشفات الاركيولوجية والأثرية التي كشفت عنها حملات التنقيب في مختلف مناطق البلاد عن وجود تجمعات سكانية منذ فترات موغلة في القدم، ومع سطوع نور الدعوة الإسلامية دخلت الإمارات في النهوض الحضاري الإسلامي الذي استمر بمختلف تقلباته لمدة تزيد على أربعة عشر قرنا.

واعتمد اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة، واقتصاد مختلف مناطق سواحل الخليج العربي على مهنة الغوص على اللؤلؤ، والرعي، والزراعة المحدودة، والتجارة. في أثناء اشتداد الحملة الاستعمارية على مناطق الخليج التي بدأت مع النفوذ البرتغالي، وانتهت مع نهاية النفوذ البرتغالي، حرمت هذه المناطق من كثير من الخدمات التعليمية والثقافية، وخصوصا في مجال التواصل مع باقي مناطق العالم العربي.
وقد تأثر أبناء الإمارات بدعوات النهوض والتحرر الوطني العربي منذ العشرينيات من القرن العشرين، وبدأت دعوات مخلصة للاهتمام بالتعليم النظامي الحديث، والتحديث الاجتماعي ،والانفتاح الإعلامي.
وقد حصلت هذه الدعوات على مجال واسع لتطبيقها بعد بزوغ شمس الاستقلال في الثاني من ديسمبر 1971 ، هذا الحدث التاريخي الذي دشن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة ، دولة عربية حديثة، لها كيان وطني يسعى لتقدم أبنائها ونهضتهم ولرفعة الأمة العربية و المساهمة في قضاياها القومية النبيلة والانخراط فى المسيرة الانسانية الحضارية.
الثقافة المعاصرة :
بعد استقلال دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام1971، وضعت القيادة السياسية الوطنية الأساس المتين، للتعويض عن الحرمان التعليمي والثقافي الذي ساد في المرحلة السابقة. وكان التركيز الأول على التعليم، حيث أنشأت العشرات من المدارس في مختلف إمارات الدولة، وأرسلت البعثات التعليمية إلى مختلف الجامعات العربية والعالمية،وأنشأت بعد ذلك الصروح الأكاديمية الوطنية،وظهرت المؤسسات الإعلامية من محطات تلفازية وإذاعية ومؤسسات صحافية، وانتظم النشاط الثقافي حيث حصلت الفرق المسرحية وفرق الفنون الشعبية والنشاطات التشكيلية والموسيقية على دعم كبير ،وافتتحت المكتبات العامة والتجارية التي وفرت للقراء أحدث الإصدارات العربية والعالمية.
وإذا ألقينا نظرة سريعة على تطور الحركة الثقافية والإبداعية في البلاد وجدنا أن الإبداع الشعري كان أقدم أنواع التعبير الأدبي، حيث كان الشعر الشعبي أو النبطي هو الوسيلة الإبداعية المفضلة لدى سكان الإمارات في الفترات التاريخية السابقة ،وظهر شعراء كبار أمثال الماجدي ابن ظاهر ومحين الشامسي ويعقوب بن يوسف الحاتمى والشيخ ذياب بن عيسى والشيخ خليفة بن شخبوط آل نهيان والشيخ بطى بن سهيل آل مكتوم والشيخ صقر بن خالد القاسمى وسعيد بن عتيج الهاملى وأحمد بوسنيدة ومبارك العقيلى وغيرهم..
وفي النصف الأول من القرن العشرين ظهرت عدة مواهب شعرية تكتب باللغة العربية الفصيحة، ولعل من أبرز هذه المواهب هم الشعراء:سالم العويس وخلفان مصبح والشيخ صقر بن سلطان القاسمي وأحمد بن سلطان بن سليم والدكتور أحمد أمين المدني وسلطان العويس.

وظهرت وتطورت العديد من المواهب الشعرية المميزة في مجال الشعر النبطي في العقود الماضية وقد كان الاهتمام بهذا النوع من التعبير الأدبي منتشراً في مختلف أقسام المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة، فساهمت فيه رموز سياسية قيادية هامة مثل الوالد الكبير وباني نهضة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ،رئيس مجلس الوزراء ، حاكم دبي ،الذي لم يكتف بمساهماته الشعرية الواضحة بل قام بتشجيع ودعم شعراء الشعر النبطي والشعبي بالجوائز المادية والمعنوية وبمساعدتهم في الانتشار الإعلامي. ونذكر عدة أسماء بارزة ورائدة في مجال الشعر النبطي والشعبي في دولة الإمارات العربية المتحدة مثل: حمد خليفه بوشهاب، و عبدالرحمن محمد الشامسي، و راشد الخضر، وعبد الله بن سليم ويويهر الصايغ، ومحمد بن ثاني بن زنيد، وحامد بن غيث، ومحمد راشد المطروشي، ومحمد بن سوقات، وسالم الجمري، وخلفان بن يدعوه، وشيخة بنت حمد، وفتاة العرب، وراشد بن ثاني، وربيع بن ياقوت، ومحمد الكوس، وحمد بن عبد الله العويس، والعديد غيرهم. وهنالك من العديد من المواهب الشعرية الشابة التي تغني الساحة الشعرية بكل جديد ومتطور.

أما بالنسبة إلى باقي أنواع التعبير الأدبي والثقافي الحديث مثل القصيدة الحديثة والقصة والرواية والمقال الصحافي والنقد الأدبي فقد ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين وازدادت كما وكيفا بعد استقلال دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971.
ومن خلال المنابر الصحافية والمؤسسات الثقافية ودور النشر ظهرت أسماء عديدة في مختلف أنواع الإبداع الأدبي من أهمها:
عبد الحميد أحمد،غانم غباش ،عبدالله صقر ،د.علي عبد العزيز الشرهان ،د.محمد غباش،د.مانع العتيبة،سلطان الحبتور،حبيب الصايغ، عارف الخاجه،ميسون القاسمي،أحمد راشد ثاني، محمد المر،عبدالغفار حسين،محمد بن أحمد السويدى،الشاعر محمد خليفة بن حاضر ، ظاعن شاهين ، عائشة سلطان،مريم فرج جمعه،ناصر الظاهري،سيف المري ،حارب الظاهري،إبراهيم مبارك،سلمى مطر سيف،ناصر جبران، بلال البدور، خالد بدر البدور، نجوم الغانم ، عبدالله رشيد ، على أبوالريش ، سامى الريامى ، مرعى الحليان، ناصر العبودى.. وغيرهم
وفي مجال الفنون التشكيلية من رسم وفن ونحت وفنون تطبيقية تطورت كثير من المواهب الشابة بعد أن درست الفنون بشكل أكاديمي في كليات الفنون الجميلة في الدول العربية الشقيقة وأبرز المواهب الفنية في المشهد التشكيلي الإماراتي هي: عبد القادر الريس ود.نجاة مكي وعبد الرحيم سالم وحسن شريف وحسين شريف ومحمد يوسف وعبيد سرور ومحمد مندى ومحمد كاظم وصالح الأستاذ وجاسم ربيع وهشام المظلوم وجويرية الخاجة وسحر الزارعى ومحمد عيسى خلفان وغيرهم..
تأثرت الحركة المسرحية في دولة الإمارات بتطور الحركة المسرحية في الدول العربية الشقيقة، مثل مصر والكويت، وبدأت تباشيرها الأولى في الأندية الرياضية الشبابية بنشاطاتها الرياضية والثقافية، وتطورت هذه الحركة مع ازدياد حماسة الشباب الإماراتي لهذا النوع من التعبير الفني والثقافي، وبتشجيع ودعم الدولة لظهور الفرق المسرحية كجمعيات للنفع العام ،كما برزت العديد من المواهب المسرحية الوطنية في مجالات التمثيل والإخراج والتأليف المسرحي، من المواهب البارزة في هذا المجال:سعيد النعيمي، ريحانة التمري، أحمد منقوش، رزيقة طارش، محمد الكراني، عايدة حمزة، مريم أحمد، موزة المزروعي، مريم سلطان،عمر عبيد غباش وناجي الحاي مبارك وأحمد الانصاري وعبدالله صالح وسميرة أحمد وهدى الخطيب وأحمد الجسمي ومرعي الحليان ومحمد الجناحي ود. حبيب غلوم وحسن رجب وسالم الحتاوى وسيف الغانم وغيرهم..
لعبت الصحافة الوطنية متمثلة في مؤسسات :الاتحاد والبيان والخليج وغيرها ،دورا ًمهماًً في تشجيع وتطوير الأنشطة الثقافية، وساهم رواد الصحافة المحلية أمثال الأساتذة: خالد محمد أحمد، وتريم عمران تريم، ود.عبد الله عمران، وغانم غباش في إعطاء أهمية كبيرة للنشاط الثقافي، وذلك بفتح صفحات جرائدهم ومجلاتهم للكثير من الأقلام المبدعة في مجالات المقالة والدراسة الأدبية والقصة القصيرة والرواية، كما خصصوا ملاحق ثقافية لتغطية مختلف أنواع الأنشطة الثقافية.
وفي مجال الإبداع الفكري والأكاديمي أسهمت النهضة الحضارية والتعليمية في العقود الثلاثة الماضية في بروز الكثير من الكفاءات الأكاديمية التي أبدعت في مجال البحث الأكاديمي ونذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر: الدكتورة فاطمة الصايغ والدكتور عبد الخالق عبد الله والدكتور سعيد عبد الله حارب والدكتورة ابتسام سهيل الكتبي والدكتور عبد الرزاق الفارس والدكتورة موزة غباش والدكتور محمد الركن والدكتورة حصة لوتاه والدكتور علي الشعيبي والدكتورة آمنة خليفة ود.مريم لوتاه ود.محمد بن هويدن والدكتور أحمد النجار والدكتورة فاطمة الشامسى والدكتور محمد المطوع والدكتور محمد المنصور والدكتور على راشد النعيمى وغيرهم .



http://www.shamsdubai.net/vb/archive/index.php/t-8726.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق